Monday, July 11, 2016

عجل بني اسرائيل، بقلم محمد شـريف كامل الامين العام الامين العام للمجلس الثوري المصري‎

عجل بني اسرائيل
بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
11 يوليو 2016

لقد بدأ العويل، تركيا تطبع علاقتها مع اسرائيل وروسيا وستطبع مع الانقلاب في مصر. قد نتفق أو نختلف مع الحكومة التركية فهذا حق، ولكن لا نستطيع ان ننكر أنها حكومة أٌنتخبت ديموقراطيا لخدمة مصالح شعبها ولم تدر رأسها يوما لهموم أمتها الكبرى، ولم ترد مظلوم طرق بابها.
لقد بدأ العويل، بدأ من كل الجوانب، فالانقلابيون سعداء ويغردون لحن الجهل، "تركيا ندمت وستتخلى عن الإخوان بعد أن ضاقت بهم، تركيا ستعترف بالرئيس المصري السيسي، وستطرد الإرهابين من ارضها". وكأن صدى الصوت يردد ذات الكلام في معقل الثوار، عند بعضهم، عن غير وعي أو عن خوف من ضياع الثورة.
إلا انه هناك جانب اخر إنتهز هذه الفرصة وعاد من جديد يردد دعواته للإستسلام، وهم الداعين لما يسمونه "الواقعية" والعودة للعيش في مصر تحت ظل الانقلاب، من خلال المساحة التي سيتيحها لهم، ويعودون لترديد أنشودة الواقعية، فالرئيس التركي لن يهمل المعتقلين وسيشترط الافراج عن البعض وتحسين ظروف البعض، وبلا شك هو لن يقبل أن يعدم أحد من الزعماء، وهذا بالتاكيد لن يتم في ظل السيسي بل في ظل رئيس جديد توافقي يقبله الجميع، وكأن معركتنا وثورتنا ضد السيسي، وما هو إلا دمية.
يعتقد هؤلاء أن معادلة 2005 التي سمح بموجبها بوجود معارضة مستأنسه بحدود وخطوط حمراء قابلة للعودة والاستنساخ، ومازال هؤلاء لم يدركوا أن ذلك هو مشروع "وئد الثورة"، وما أصاب الثورة السورية ليس ببعيد.
من هو ذلك الرئيس الذي سيقبله الجميع؟ يظن بعض السذج انه سيسمح لهم برأي في ذلك الشخص التوافقي، وأن هناك شخص يقبل به نتانياهو وسلمان وصدقي صبحي ودحلان وكلينتون أوترامب، وسيقبله من في دمه ذرة من الوطنية والإيمان بذلك الوطن.\
بل من هو ذلك الرئيس الذي سيسمح له أن يحاول إسترداد حقوق مصر المهدرة، وقتل الفتنة التي زرعت وتترعرع على ارض مصر، ومن هو ذلك الرئيس الذي يسمح له أن يعين على إقامة دولة في ليبيا ونجاح الثورة في سوريا. بل من هو ذلك الرئيس الذي سيسمح له بحكم مصر من القاهرة وليس من تل ابيب؟   
إنها أحلام أو أوهام أشباه الثوار، وهي ليست الطريق لتحقيق أي شيئ سوى "وئد الثورة"، فمن الواضح أن هؤلاء مازالوا يعيشون عصور الوهم التي أضاعت المنطقة بالكامل، عصور الإعتماد على الأنظمة الرجعية المستبدة لإنجاح الثورة. ومازال هؤلاء لم يدركوا بعد أن هذه النظم محكومة من تل ابيب ولا تأتمر إلا بما يراه حكامها. ومرة اخرى هؤلاء هم من أفشلوا الثورة السورية بمشروعهم.
فهل من أجل ذلك رفضنا الانقلاب، ولما نقبل ذلك المسخ للثورة المصرية؟ وهل من أجل ذلك يستشهد الشباب والفتايات من 25 يناير 2011 حتى يومنا هذا؟ إن نسيتم أنتم تذكركم منظمات حقوق الانسان الغربية.
وهل هذه هي الثورة؟ لو أن هذه هي الثورة ما انتصرت ثورة على الارض.
ان تطبع تركيا مع الانقلاب أولا تطبع فهذا شأنها، وإن كان يحزننا أي تطبيع مع المجرم والمغتصب، نتانياهو كان أو السيسي.
إلا اننا لسنا تركيا ولسنا دولة، نحن ثورة ولا تحكمنا التوازنات ومصالح الشعوب ولا الدول، نحن ثورة نجاحها في إسقاط الانقلاب وعودة الشرعية، نحن ثورة لن تتوقف حتى يخرج الجيش من منظومة الحكم وتقتلع جذورالدولة العميقة، ونبدأ في إعادة هيكلة الدولة لبناء الدولة الحديثة.
معادلة 2005 وإن عادت فلن تسمح بذلك، ومجلسهم الرئاسي وإن تحقق فلن يسمح بذلك، بل هي أوهام وأصنام يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها، هو عجل بني اسرائيل يخرجونه ليعبده بني العرب.
تركيا دولة قد تٌطبع، فهي ليست ثورتها وإن تعاطفت معها، ولكننا ثورة وثوار، وهي ثورتنا ووطننا، فلن نرضى بغير وطن حر وثورة كاملة، وكفانا أشباه ثورات وأشباه ثوار.

محمد شريف كامل
الامين العام للمجلس الثوري المصري




No comments:

Post a Comment