Sunday, June 26, 2016

الأمن القومي بقلم: محمد شريف كامل

الأمن القومي

بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
24-06-2016

يحاول البعض تصوير ما يحدث في مصر من تدهور شامل قي كل المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي والسياسي والاخلاقي، على انه فشل من اجهزة الدولة التي لا تدرك كيف تدير الامور، ويخرج علينا دوبليرات النظام يشقون الصف الرافض للإنقلاب بدعاوي لتشكيل جبهات وتكتلات لإنقاذ مصر مما هي فيه والتخلص من النظام الديكتاتوري المنتهك لحقوق الانسان، ويحاول هؤلاء أن يقنعوننا أن ذلك لن يحدث إلا اذا تناسينا الاصل، وتناسينا الحق وتعايشنا مع الواقع وتعايشنا مع النظام المغتصب 
وهذه هي السياسه "فن الممكن"، كما يدعون.

وعلى الجانب الأخر، نقف نحن، متمسكين بالحق رافضين لكل التنازلات، نسمي الاشياء بأسمائها، لا نقبل خلط المفاهيم مدركين أن الخطر الاكبر على مصر هو الاستسلام للمفاهيم المغلوطة وعدم التمسك بتسمية الامور بأسمائها، والا نزلاق على منحدر التقسبم متمسكين بوحدة المفهوم قبل الوحدة الشكلية.

بينما يعيش المعسكران في صراع بين مفهوم الثورة الحقيقية ومفاهيم السياسة المفسدة لكل الثوار وكل الثورات، يداوم من خدرهم النظام من الشعب الاخر بالحديث عن المؤامرة الكونية ضد زعيمهم المضلل، وعن الارهاب الذي يتصدى له ذلك الزعيم، ويتحدثون عن ضرورة حماية نظامهم الذي هو الضمان الوحيد لبقاء الدولة التي لا وجود لها إلا في مخيلتهم، ويتوهمون ان الحفاظ على الدولة الوهمية أهم من الحفاظ على القيم والأمن القومي، بل قد تمثل هي حدود الأمن القومي.

هذه هي الجريمة الاولى للانقلاب، جريمة تمييع المفاهيم، ذلك لأن تمييع المفاهيم هو المدخل للقضاء على الشعوب وهي طريق سلب الامم إرادتها وتفكيك وحدتها كمقدمة لنسف أمنها القومي.

لقد تنوعت تعاريف الامن القومي فمنها من أتخدت الاكتفاء الذاتي من الموارد كدليل على الاستقلاليه ودليل على تحقيق الامن القومي، ومنها من أعتبر التحكم في الموارد ذاتية كانت أو في المحيط الجغرافي القريب هي الدليل على تحقيقه، ووصلت بعض التعريفات لإعتبار ان إستعمار الأرض أو الأحتكار غير المشروع للموارد هي الطريق.

وتباسطت التعاريف في عصر الهزل حتى ان البعض عَرفَ الأمن القومي بالالتزام بالمعاهدات ولو جارت على الحقوق وأخرين خلطوا الأمن القومي والأمن الغذائي، ومنهم من أعتبر الامن القومي يتحقق بالخنوع للمغتصب للحفاظ على بعض الأرواح.
وتناسى الجميع أن الأمن القومي تكمن جذوره في أعماق الانسان ووحدة المجتمع، ولذا كان هدف الاستعمار دائما هو ضرب هذه الوحدة منذ "فرق تسد" وحتى "هما شعب وإحنا شعب"، فكانت الخطوة الاولى على طريق الانقلاب هي تقسيم الشعب.

إن الأمن القومي في ظل المفاهيم العالميه الجديدة لا ينبع إلا من خلال تماسك الشعب الواحد وتمسكه بوعيه وضميرة لأن في ذلك ضمان لقدرة ذلك الشعب على مواجهة العواصف التي تهدد الأمن القومي كل لحظة.

ان ما يحدث في مصر ليس فشل إدراي بل هو مخطط لإسقاط الوعي والقضاء على وحدة الشعب كطريق لانتهاك أمنه القومي، لذا كانت دائما العودة للحق هي الطريق الوحيد لتحقيق السيادة، التي تتحقق بإسقاط دعوة المشروعية عن النظام القائم والتمسك بتعريفة بأنه إنقلاب، ويتحقق بذلك الانتصار الاكبر، ألا وهو عودة الوحدة للشعب التي تمثل عودة للوعي الحقيقي بإلتفاف مجموع الشعب حول مصلحته الحقيقية في إسقاط الانقلاب وإسترداد الشرعية التي تمثل الامن القومي الحقيقي.   

إن الدول والأنظمة لا تحقق الأمن القومي ولكنها الشعوب.



محمد شريف كامل
الامين العام للمجلس الثوري المصري

* محمد شريف كامل مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين والأمين العام للمجلس الثوري المصري، أحد المؤسسين الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، حركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة. عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. أسس في السابق الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا)، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، وأحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك - كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة "من أجل مصر حرة".
محمد شريف كامل يمكن للتواصل معه عبر:

Tel: 1-514-863-9202, e-mail: public@mohamedkamel.com, twitter: @mskamel, blog:  http://forafreeegypt.blogspot.com/,

No comments:

Post a Comment