Monday, April 21, 2014

صراع الكلاب (Dogfighting(

صراع الكلاب


بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
20 ابريل 2014

عُرفَت هذه اللعبة الدموية منذ قديم الاذل، حيث كان المتعطشين للدماء يطلقون كلبان ليتصارعا حتى الموت، ويساق العديد للمشاهدة وكل منهم لديه المبررات للمشاهدة، فمنهم من يستمتع، ومنهم من يدعي الاستمتاع حتى يحسب من الرعية المقربين، 
ومنهم من هو هناك حتى لا يفوته الحدث، ولتكتمل المتعة فان كل من المشاهدين يتعصب لاحد المتصارعين.

مع تطور الفكر البشري وظهور جمعيات الرفق بالحيوان، وانتشار استمتاع الملوك بسفك دماء البشر من رعاياهم ومواطني الدول الاخرى، انتقلت هذه اللعبة الدموية للحواري والازقة، واصبحت لعبة محظورة.

ظل الحال كذلك حتى قررت القوى الاستعمارية، المسماة اليوم بالدول العظمى، قررت ان التخلي عن الاستعمار المباشر ونشر حكام تابعين لهم بالفرض، بالانقلابات المتتالية، وأحيانا بمسرحية هزليه يتصور المشاهدين لها انهم يشاركون في عملية ديمقراطية، وما هي إلا صورة مستجدة من صراع الكلاب، حيث يتصارع اثنان أو أكثر على منصب رئاسي أيان كان الفائز فيه فهو ليس الوطن ولا الشعب. ولكنه القوى الأخرى المستمرة في امتصاص دماء الشعوب.

لقد تذكرت ذلك وانا اتابع هذه المهزلة المسماة انتخابات الرئاسة الجارية الان في مصر، وما هي الا نوع جديد من تلك اللعبة المقيتة، حيث يسعى القائمين عليها إلى شرعنه وضع الانقلاب الدموي بادعاء ان هناك خطوات ديمقراطية.

فيُلقى اثنان في الحلقة ليتصارعا ويتصور العديد انه صراع ديمقراطي، ويبدأ العوام التشيع لاحد المتصارعين، وبلا شك سينتهي الصراع برئيس وهمي عينه الانقلاب، فكلاهما من ذات المصدر ويمثلان منظم اللعبة، وأيان منهما سيقوم بالدور المرسوم له. فهم وجهان لعملة واحدة.

فالسيسي ليس قائد الانقلاب بل هو فقط منظمه، والصباحي ليس بالمعارض له ولا بالمنافس، بل هو ممن شاركوا في الترتيبات الازمة للانقلاب وممن صار في دربة. اليس من العجب ان يكون منظمي حملة السيسي هم من جمعوا التوقيعات لترشيح منافسة الصوري. أوليس امن الدولة هو من ادار حملة الصباحي الأولى عام 2012، وأليست المملكة هي من مول تلك الحملة، وأليس الصباحي ومجموعته هم من شبهوا قائد الانقلاب السيسي بعبد الناصر.

وهنا يجب ان نشير لدور المملكة، وحتى ندرك دورها يجب ان نعود للوراء، فهم ملوك نُصبوا بمعرفة المستعمر ليكونوا حراس ابار البترول والمتحدثين باسم الإسلام، فيملك الغرب المنطقة بالكامل عن طريق السيطرة الوجدانية والاقتصادية، فأل سعود منذ تنصيبهم لم يكونوا إلا أداة لوقف التقدم، وضرب الوحدة وإضعاف المنطقة العربية وتبديد ثرواتها.

ومن المعلوم ان عصر البترول، الذهب الأسود، جلب لأل سعود ثروة تتعدى التريليون دولار أمريكي (1000 مليار دولار)، هذا ما يعادل ضعف الناتج المحلي الإجمالي السعودي الذي يبلغ حوالي 600 مليار دولار (بأرقام 2010)، ومخصصات الأمراء تكلف خزينة الدولة ملياري دولار في السنة (بأرقام 1996). ولم يُستَخدم أي من تلك الثروات لا لتنمية أو مساعدة أي من الشعوب الفقيرة، والفتات المستخدم لبعض المشروعات الداخلية لم يخلوا من العمولات التي أغرقت أل سعود في خدمة المستعمر فهو من نصبه ويحميه.

حتى انه كان العائق المباشر لكل من حاول غير ذلك، ولا يجب أن ننسى أن أسامة بن لادن كانت وجهته استصلاح الأراضي بجنوب السودان، وهو ما مثل خطر على مشروع تقسيم السودان فوُجه لأفغانستان، فبذلك يستمر مشروع التقسيم ويتم ضرب الإسلام من خلال المشروع المشترك للمخابرات الامريكية وأل سعود المعروف فيما بعد "بالقاعدة".

ولا ننسى أن أل سعود هم من صنع صدام العراق، ووقف ضد ناصر والمد القومي، وحارب مشاريع الوحدة العربية، ومول الجماعات السلفية الوهابية، وحارب الثورات العربية، وأركع العرب عقب انتصار 1973، وسلم سلاح البترول وشجع السادات ومول مشروعه الاستسلامي، ومول تدمير العراق وسوريا، ووقف ضد ثورات الربيع العربي، ودبر ومول الانقلاب على الشرعية في مصر. وكما كان حاله دائما يحارب الإسلام غير النابع من أل سعود.

لقد علمني التاريخ أنه عندما تتضارب المواقف وينقسم الاشقاء أن أبحث عن أل سعود فأعلم أن الحق في الجانب الأخر. إن حل أزمة المنطقة لن يكون إلا باختفاء أل سعود.


وبالعودة للصراع الشكلي على السلطة في مصر يجب ألا ننسى صراع الكلاب القديم والذي ينظمه اليوم أل سعود ليصفي مصر فتصفى العروبة والإسلام ومعهم القضية الفلسطينية.


محمد شريف كامل

* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Egyptian Canadian Coalition for Democracy (ECCD-CECD(, Egyptian worldwide for Democracy and Justice (EW4DJ), Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com and followed at @mskamel


No comments:

Post a Comment