Tuesday, December 31, 2013

فرعون موسى

فرعون موسى

بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
31 ديسمبر 2013


لقد اتفقت الأساطير وكتب التاريخ والديانات السماوية على أن كهنة فرعون موسى قد أخبروه أنه سيولد لبني إسرائيل ذاك العام طفل وأن هذا الطفل سوف يمثل خطر على عرشة، فأمر الفرعون بقتل كل مواليد بني إسرائيل.
هل منع هذا الأمر الفرعوني سقوط عرشة؟  
إن قراءتك للنتيجة قد تتوقف على فلسفتك السياسية وإيمانك من عدمه، هل السبب وراء ذلك السقوط هي إرادة الله وقدرة أم حركة التاريخ، إلا أن الجميع سيصل لذات النتيجة أن محاولة فرعون الحفاظ على عرشة بالإبادة لم يمنع سقوط ذلك العرش.
لقد تذكرت ذلك وأنا أتابع هذا الهذيان الذي ملأ مصر بذلك القرار ’الأبلة’ الذي أضافة الانقلاب ومعاونيه ومؤيديه لقائمة تفاهاتهم. ولأن ذلك القرار لن يكون له أي صدى سوى على مسمع المهللين للانقلاب، فما هو إلا صورة طبق الأصل من قرارات أصدرها النازي الألماني مستلهما أفكار فرعون وكهنته، ثم مشروع الإبادة الصهيوني ولم ينجح أيهم.
تصور من أصدر ذلك الأمر ’الهياموني’ أن سوف يقضي على معارضي الانقلاب بزيادة حملات الاعتقال والقتل للإخوان المسلمين وينفض من حولهم من خرجوا مؤيدين للديمقراطية خوفا من البطش، فزادت قوة المعارضين للانقلاب وازداد عدد وقناعة من التف حول المشروعية، وازداد ضعف وتخبط الانقلاب.
ولكن لما العجلة في اتخاذ مثل هذا القرار بهذه الصورة البلهاء وزيادة حدته ’بهيامونيات’ أخرى مثل مصادرة الأموال وحذر نشاط الجمعيات الاهلية؟
الامر في غاية البساطة والأسف في ذات الوقت، فالانقلاب يدفع بمصر نحو الإفلاس ويركع مصر وشعبها أمام ممولي الانقلاب من الداخل والخارج، الذين يحق لهم فرض شروطهم وكان أهمها منذ زمن ’عمر سليمان’ وحتى الأن اقتلاع قوى المعارضة الحقيقة وبالأحرى المعارضة الإسلامية وبالتحديد الاخوان المسلمين.
فمن الداخل مجموعة من الفراعنة الصغار الذين أدعوا الاستثمار وهم يمارسون الدعارة الاقتصادية لتجفيف ثروات مصر، والذين كادت منابعهم تجف باختفاء عصابة مبارك من الساحة. ومن الخارج فرعون العروبة والإسلام الذي أيقن ان بقاء عرشة مرهون بلعثمة الثورة السورية، وبإسقاط الربيع العربي والعودة بنظام جديد يولد من نظام مبارك ولا يباركه، فيسرق الثورة ويحرق محصول ذلك الربيع.
ذلك الفرعون، الاسرة السعودية الحاكمة، وهي أخطر ما في المؤامرة لقربها من خط التماس الديني والقومي بانتمائها لهما وبصلتها المباشرة بالمخابرات الامريكية والصهيونية واقتيادها لبعض الدول مثل الامارات العربية.
لقد كان الأولى بفراعنة العصر الحديث أن يعتبروا ويعبروا أعتاب القرن الحادي والعشرون بدلا من أن يداوموا على العيش في عصور العبودية هم ومن يؤيدهم من كهنة المعبد، فلو أن فرعون موسى نجح في حماية عرشة بقتل أطفال بني إسرائيل، ففراعنة اليوم سوف ينجحون! 
والعبرة لمن يعتبر!



محمد شريف كامل


* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Egyptian Canadian Coalition for Democracy (ECCD-CECD(, Egyptian worldwide for Democracy and Justice (EW4DJ), Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com and followed at @mskamel 

No comments:

Post a Comment