Sunday, January 27, 2013

ما بين الوطنية والإنتهازية


ما بين الوطنية والإنتهازية

بقلم: محمد شريف كامل*
@mskamel
26 يناير 2013

لا يستطيع أي منصف أن يعلق على الحكم الصادر في حق المتهمين بمجزرة إستاد بورسعيد إلا بعد قرائة حيثيات ذلك الحكم، وحينئذ أيضا تعليق العامة أمثالي لن يكون منصفا مائة بالمائة لعدم ألالمام بدقائق الأدلة والقرائن، لأن قبول الحكم أو رفضه بالحس العاطفي هو من باب الهذل.
ولكن ما علاقة ذلك الأمر بتصور البعض أنهم يملكون حق الثأر والقدرة الخارقة في الحكم على الأمور.
إن مجزره إستاد بورسعيد لم تهدف لإراقه دماء الضحايا فقط، وإنما إستغلت هؤلاء الضحايا الأبرياء لزرع لغم موقوت ليفجر مصر كلها في أي لحظه يراها الزارعون، لإظهار عدم الإستقرار وليتباكى ضعاف النفوس على المخلوع وعصابته لعنهم الله والتاريخ.
ويتم تنفيذ ذلك بكل دقه بالتخريب المتعمد الذي يقوم به التحالف غير المقدس بين بقايا عصابة المخلوع والمعارضة المضللة اللذان لا هدف لهما إلا الحكم أو تدمير مصر
والدليل على ذلك ما نراه الأن من تناغم بين الواجهة المقيتة، أحمد شفيق، الذي سكن الإمارات ليوجه التخريب من الخارج والإعلام الساقط الذي تباكى المخلوع واليوم يتباكى الثوره ويتحدث بإسمها. والأخطر من ذلك هؤلاء المستظلين بلافتة براقة تسمى "جبهة الإنقاذ"، وحقا مصر تريد جبهة وطنية للإنقاذ لتنقذها منهم. لتزاوجهم غير المقدس مع بقايا عصابه المخلوع وسعيهم لتسيس القضاة وإقحامهم في اللعبة السياسية.
والدليل الأخر على ذلك، ما تم خلال العامان الماضيان من تسيس الألتراس وما هم إلا جماعات تشجبع رياضي لا علاقه لها بالسياسة إلا إحتكاكها بالأمن عقب المباريات، ومعلوم للجميع كيف كان يستغل الأمن ذلك في عصر المخلوع. وظهور عصابات الملثمين التي تتفاخر بإستخدامها للعنف، وللعلم فهي محظوره في العالم بأثره، لأنها منظمات إجرامية، وللأسف إنقاد لها بعض السذج. ومنذ أكثر من عام يتفاخر بعض من يسمون أنفسهم بالثوريين بإستخدام قنابل الملوتوف ضد الأمن والمنشئات العامة.
وقد تزامن ذلك مع أكاذيب الإعلام التي كشفها العالم، ولا ينقاد خلفها إلا السذج، ومن أمثال تلك الأكاذيب، القول بأن هناك مليشيات مسلحة للإخوان تعمل داخل مصر ولتثبيت ذلك في الأذهان ينشر بجانب تلك الأكاذيب صور لجماعات الإخوان المسلحه في غزة (حماس).   
والعديد سيدعي أن هناك الكثيرمن الوطنين رافضين لحكم مرسي وللدستور، هذا حق وهذا حقهم، ولكن ذلك هو الحق الذي يراد به باطل. فالفارق بين الوطنية والأنتهازية هو أن الوطني يغلب مصلحة وطنه على أفكاره ومصلحته الشخصية.
 ونعود هنا لمن يسمون أنفسهم بجبهه الإنقاذ، ويعلم الجميع أن رفضهم للدستور بني على مصلحة شخصية، وهي إصرارهم على أن تعاد إنتخابات الرئاسة عقب إقرار الدستور، وهو أمر مرفوض، ولو حدث لكانت عواقبه أشر مما نمر به. ومرورا بالأيام الخمس الماضية إستمروا في شحن الجماهير للخروج يوم ذكرى الثورة وهم على علم بأن الثورة المضاده قد بيتت النية لتدنيس الثورة بالعنف والإستفزاز وخرجوا للشارع مسلحين، ورغم ذلك فعناد تلك الجبهة ومصالحها الشخصية منعوها من التريس، ولم يرفض ذلك العنف ويدينه من المعارضة سوى أبو الفتوح ومصطفى النجار.
واليوم ورغم ما نراه في بورسعيد من تسليح المخربين بأسلحة ثقيلة، خرجت علينا جبهه الدمار، المسماه زورا بالإنقاذ، بتخاريفهم المعتادة مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي وتعديل الدستور وإعادة إنتخاب الرئيس. وهذه هي الأنتهازية بعينها. ولا مجال للتشبيه ب 25 يناير 2011، فلدينا رئيس منتخب ودستور أقر وكلاهما تم بديمقراطية وشفافية، وهما باقيان ما لم يسقطوا بذات الطريق.
إن الشخص الوطني عندما يرى وطنه وشعبه يمر بتلك اللحظات العصيبة يمد يده للدولة لردء الصدع، اما الشخص الإنتهازي فهو من يستغل الظرف لتحقيق مكسب سريع رخيص.
لقد ذكرت بالأمس في مقالي في ذكرى الثانيه للثوره، مؤكدا أنني سوف أقف بجانب المعارضه شريطه أن تطهر نفسها
Thought and Reflection, 2 years after Egyptian Revolution:When leftists support The Muslim Brotherhood”
"............ لايمكن تغيير هذا الوضع إلا عندما نقبل إرادة الشعب ولانعتبر أننا نحن فقط الوطنيين ونحن فقط ذوي القدرة على فهم الأمور، وعندما نميز بين الوقت الذي يحتاج للتظاهرووقت المعارضة المنظمة، ووقت التعاون مع الآخرين بما في ذلك الحزب الحاكم.
ولتحقيق ذلك، فإنه يجب أن نتعلم جميعا كيف نحكم وكيف نعارض، ويجب أن ندرك قدرات وحدود كل طرف، وأن نفهم حدود موارد وقدرات مصر.
لتحقيق ذلك، ينبغي أن نسترد أخلاقنا وأن نتعلم كيفية التعامل بطريقة تتسم بالإحترام المتبادل. وينبغي ألا ننسى أن وسائل الإعلام في مصر تحتاج إلى تطهير. ويجب علينا التوقف عن الاستماع إلى الجهلة الذين يطلقون على أنفسهم خبراء، وأن نكف عن محاولة اختراع العجلة، أي علينا أن نستفيد من تجارب الشعوب بما يوائم ظروفنا.
نحن بحاجة لأن نتعلم من الديمقراطيات الأخرى. فدور القضاة هو تطبيق القانون وليس وضعه، ولا يستطيع موظفي الخارجية إتخاذ مواقف ضد تعليمات الدولة التى يمثلونها، ولا يسمح المتظاهرين الاقتراب من القصور الرئاسية، وأن ندرك أن دور وسائل الإعلام هو إعلام الجماهير وليس نشرالأكاذيب!
فقط في هذه اللحظة، يمكن أن نقول أن هناك حركات ليبرالية ويسارية قد بنيت في مصرنا الجديدة. وهذا لن يتحقق أبدا في ظل السياسين الذيين يناضلون عبر وسائل الإعلام........"
وقد أبى من يسمون أنفسهم بجبهه الإنقاذ إلا أن يظلوا على عنادهم وكأنهم يسارعون بالرد علي، فقد سقطوا للأبد، ولا محال إلا بالبقاء بجانب مرسي رئيسا راجيا أن يوقف ذلك التخريب المتعمد، ويضرب المخربين بكل قوة لننقذ مصر من ما تسمى جبهه الإنقاذ.
ومره ثانيه أؤكد أنني أدافع عن الحق، عن مصر ومصلحتها بعيدا عن الشعارات الفارغة التي لا تحمل في طياتها غير المصالح الخاصة، وقد ألمني أن أري صوره زعيم مصر عبد الناصر ترفع في وسط ذلك التخريب المتعمد وهذا دليل أخر على الإنتهازيه والمتاجرة بالشعارات.
إن ما يحدث تلك الأيام في مصر دليل واضح على الفارق بين ثوره 25 يناير 2011 التي خاضها شرفاء مصر لإسقاط الظلم وبهروا العالم بتحضرهم، والتخريب المتعمد الذي يقوم به تحالف غير مقدس من بقايا الظلم والمعارضة المضللة، اللذان لا هدف لهما إلا الحكم أو تدمير مصر، وكلاهما لن يفلح.


محمد شريف كامل


* Mohamed S. Kamel: is a Freelance writer, the editor of http://forafreeegypt.blogspot.com/, he is a professional engineer, a LEED Green Associate and a recognized project manager professional, he is Member of several civil society organizations, a co-founder of the Canadian Egyptian for Democracy (CEFD), National Association for Change in Egypt (Taghyeer – Canada), Association of the Egyptians of Montreal (AEM), Alternative Perspective Media (APM-RAM), , Quebec Antiwar movement “Échec à la Guerre”, Coalition for Justice and Peace in Palestine “CJPP”, ex-president and co-founder of the Canadian Muslim Forum (CMF), member of the board of trustee in the Canadian Muslim for Palestine (CMP) and Community Center for Montreal Muslims (CCMM) . He could be reached at public@mohamedkamel.com

مقالاتي ذات العلاقه المباشره:


January 25, 2013
Thought and Reflection, 2 years after Egyptian Revolution
When leftists support The Muslim Brotherhood”

14 ديسمبر 2012
مغالطات وأكاذيب تشاع عن الدستور

2 ديسمبر 2012
لنقرأ الدستور ثم نقرر

23 نوفمبر 2012
كلما أصاب غضبوا..... أهم أبناء مبارك؟

23 يوليو 2012
لقد رحل رجل المخابرات الأمريكيه الأول في المنطقه

30 يونيو 2012
بداية رؤية الضوء

17 يونيو 2012
مبروك لمصر، ولكن المعركة طويلة

15 يونيو 2012
معا ننتخب منقذ مصر، صديق أمريكا وأسرائيل

14 يونيو 2012
نداءأخير إلي كل شرفاء مصر

4 يونيو 2012
الحكم على مبارك والجوله الثانيه للإنتخابات

25 مايو 2012
قراءه في نتيحه الإنتخاب، من ينتصر؟..... الثوره أم عبيد مبارك ؟

23 مايو 2012
اليوم.......... مصر تنتخب

26 ابريل 2012
لماذا سأنتخب أبو الفتوح؟

11 ابريل 2012
من يصلح رئيسا لمصر؟

9 ابريل 2012
رساله مفتوحه لرئيس مصر: كرامة الإنسان المصري

2 ابريل 2012
رئيسا لمصر

24 يناير 2012
كل عام ومصر بخير

January 20th, 2012
A year of a great revolution

22 نوفمبر 2011
المراهقة السياسية

November 19th, 2011
In the name of the revolution they are killing it

October 22nd, 2011
Revolution to build, not to revenge

23 يوليو 2011
لا تجهضوا الثورة

June 12th, 2011
The Arab Spring- a real people revolution

2 يونيو 2011
الثورة المصرية بن الحلم و الواقع

April 3rd, 2011
Palestine and the Egyptian Revolution

March 4, 2011
الشعب يريد تطهير البلاد... كل البلاد

February 13th, 2011
It is a Revolution that is changing the face of the Middle East

23 يناير 2011
الخوف..والوهن..ولقمه العيش في عيد الشرطه

January 15, 2011
و... لتكن تونس والسودان عظة لمصر

January 8th, 2011
(Witten on December 10, 2010)
Is this Egypt that we knew?


No comments:

Post a Comment