Saturday, January 19, 2013

يا عزيزى كلنا فلول فى جبهة الإنقاذ!

http://www.almesryoon.com/permalink/82531.html


يا لها من نهاية مؤسفة لجبهة الإنقاذ المفلسة التي يواجه زعيمها انقلابًا في عقر داره بلغ حد المطالبة بالإطاحة به من رئاسة حزبه. وذلك عقب واقعة خطيرة تجرد فيها من كل المعاني الإنسانية المصرية فهو لا يعرف «دستور يا أسيادنا» حينما رفض وهو رئيس حزب الدستور حضور جنازة أحد ضحاياه من قيادات الحزب في ٦ أكتوبر. أعتقد أنه لم يكن يتوقع وهو الذي شارك في شعار «كفاية» لمبارك أن يقول له الشباب اليوم: كفاية سلبية يا برادعي.. متى ستتحرك هل عندما يموت كل الشباب الأطهار؟!
تلك هي بداية النهاية لزعيم خدع نفسه قبل أن يخدع الآخرين.. فكانت النتيجة أنه خسر نفسه وخسر الآخرين.. خسر البرادعي شباب الحزب الذين أبدعوا حينما وضعوا تعريفًا أوسع للفلول ليشمل رئيسهم وهو أن الفلول ليسوا فلول مبارك فقط.. وإنما الفلول هم أيضًا الذين تعاملوا وتآمروا مع المجلس العسكري.. كانت ضربة قاصمة تطايرت شظاياها في أروقة حزب الوفد العتيق الذي كشر عن أنيابه و«عاير» زعماء الجبهة التي ما كان لها - حسب تصريحات قيادات الوفد - أن تولد وبهذه القوة لولا أنها تأسست في بيت الأمة وبمشاركة حزب الوفد. أما عمرو موسى زعيم الظل الخافت والذي نال الرذاذ الوسخ بذلته الرسمية فقد فتح النار على «العيال بتوع الدستور»، ولم يسلم أبو الفتوح من لسانه الزالف لأن أبو الفتوح أعلنها صريحة أن الجبهة انتهى دورها بعد الدستور، وأنها لم تعد ملزمة للقوي المدنية للتحالف معها لكنه غمز في مرجعية أبو الفتوح الإسلامية لأنها كانت السبب في أن يجر أذيال الخيبة خلفه في السباق الرئاسي.
بعض السياسيين السذج يرون أن الجبهة تتأهب للانهيار بسبب التناقض الأيديولوجي.. وهذا ليس صحيحًا بالمرة فإن السبب الحقيقي هو التناقض «المصلحجي» والصراع الرهيب على رأس القائمة الانتخابية التي تتميز بأنها لا تجعلك في حاجة إلى النزول للناس. فأنت رأس قائمة يعني أنك نائب وأنت نائم في بيتك.. وبعيدًا عن الشارع وفي قلب جبهة الإنقاذ أرى معركة حول كيفية خوض المعارك من أجل اقتناص المقعد البرلماني وتتجلى الانتهازية في أبهى صورها لتشاهد أحزابًا ترفع شعار إنكار الذات من أجل الوطن، وفجأة تنقلب على نفسها وعلى الوطن عندما تكتشف أنها لن تكون على رؤوس القوائم الانتخابية، وما أدراك من هم رؤوس القوائم هي في الحقيقة رؤوس الأموال الذين يوفرون الفوز بالمقعد الرخيص لهم ولباقي أفراد القائمة، لكن ما لفت نظري داخل جبهة الإنقاذ هو السوق الحزبية الجديدة التي تضم أصحاب الآراء الطنانة التي يحملون مؤهلات وانتماءات وشهرة ومنظر لكنها مؤهلات لا قيمة لها سوى أنها تصلح للتليفزيون شعارهم غير المعلن يقول: "يا عزيزي كلنا فلول"، لكن الخسارة الفادحة هي أن البرلمان القادم سيكون بدون معارضة قوية.. إن لم يكن بدون معارضة أصلًا.

No comments:

Post a Comment