Monday, April 9, 2012

واشنطن بوست: سليمان رجل مبارك القوي كان من أبرز مؤيدي واشنطن في الشرق الأوسط وداعمي التحالف مع إسرائيل




 الصحيفة الأمريكية: ترشح رجل مبارك يعيد ترتيب الأوراق في انتخابات الرئاسة ليكون الخيار بين الدولة الأمنية أو الإسلاميين 

 حسام بهجت: متحمس لأن كل الفظائع التي ارتكبها سليمان على مدى سنوات ستكون تحت الأضواء خلال الشهرين المقبلين

ترجمة- شيماء محمد:
اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بإعلان عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، واعتبرت أنه أشعل سباق الرئاسة فى البلاد من خلال إعلانه عن ترشيح نفسه وتقديم نفسه باعتباره أفضل خيار لاستعادة الأمن والازدهار.
وأضافت الصحيفة أن إعلان عمر سليمان عن ترشيح نفسه تم النظر إليه على نطاق واسع باعتباره سيغير قواعد اللعبة في الانتخابات التاريخية المقرر إجراؤها الشهر المقبل. احتمالية عودته إلى السلطة كانت أمرا مثيرا للضحك قبل عام عندما اختفى عن أنظار الرأي العام بعد أن أعلن بشكل متجهم خبر تنحى حاكم البلاد الاستبدادي حسنى مبارك.
ولكن الكثير قد تغير منذ ذلك اليوم، حسب الصحيفة، فقد تقدم الإسلاميون مما أثار قلق العلمانيون وبعض الدول الغربية التي تود أن ترى قادة غير إسلاميين فى مصر. واعتبرت “واشنطن بوست” أن ترشيح سليمان يوسع مجال المرشحين الأوفر حظا الذي يهيمن عليه الإسلاميون. ويقول محللون سياسيون أن دخوله، الذى يأتي بعد أيام فقط من إعلانه عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، يشير إلى أن المجلس العسكري الحاكم اختار الدفع به كمنافس، ربما ردا على قرار جماعة الإخوان المسلمين بتقديم مرشح للرئاسة من داخل صفوفهم. وهو ما يقدم للمصريين خيارهم الأوضح حتى الآن بين النظام القديم والنظام الجديد: المرشح الذي هو يمثل يد المؤسسة الأمنية في عهد مبارك في مواجهة الإسلاميين الذين كانوا محظورين من العمل السياسي في ظل الحكومة التى خدم بها.
ونقلت الصحيفة عن خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية في القاهرة، قوله أن “السباق الرئاسى أصبح سباق أكثر إثارة، لأنه أصبح واضحا بصورة متزايدة أن النظام لم ينهار”، وأضاف أن “هذا يمثل إدراكا لأن المواجهة مع الإسلاميين في البرلمان خطيرة للغاية بالنسبة لهم”.
وأضافت الصحيفة أن عمر سليمان، الجنرال السابق في الجيش، ظل مختفيا إلى حد كبير منذ الأيام الأخيرة من حكم مبارك، والتى خدم خلالها فترة وجيزة كنائب للرئيس. وعلى عكس المخلوع وعدد من كبار الموالين له، لم يقدم سليمان للمحاكمة، ولم يظهر المجلس العسكري الحاكم أي علامة على الرغبة في تقديمه للمساءله بشأن أي من تجاوزات الحكومة القديمة.
وذكرت “واشنطن بوست” أن رئيس المخابرات السابق كان من بين أقرب المؤيدين لواشنطن في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، ومناصرا لتحالف مصر مع إسرائيل الذى لا يحظى بشعبية. كما أن جهاز المخابرات، الذي كان يديره، لعب دورا رئيسيا في عمليات تسليم المشتبه بهم بتورطهم في الإرهاب فى الولايات المتحدة، وهو البرنامج الذي فيه تم ترحيل المشتبه بهم بشكل سرى إلى بلدان في مختلف أنحاء العالم لاستجوابهم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 .
وقال شادي حميد، وهو خبير فى الشئون المصرية في مركز بروكنجز الدوحة، أن سليمان يمكن أن يظهر كمرشح قوي إذا تمكن المجلس العسكري من حشد الدعم له بين المصريين المؤيدين للعسكريين وبين هؤلاء القلقين من احتمالية فوز رئيس دينى أصولي.
وقال حميد “أنه سيكون لديه فرصة للفوز إذا المجلس العسكرى وضع ثقله حول سليمان”، وأضاف حميد، “علينا أن ننتظر ونرى ما مقدار التنسيق بين سليمان والمجلس العسكرى”. فإذا كان ترشيحه، مخطط من قبل القادة العسكريين في البلاد، فإن هذه الخطوة قد تكون مجازفة محفوفة بالمخاطر، تجعل الشخصية التى كانت ذات مرة غامضة تتعرض وتخضع للتمحيص الدقيق.
ومن جانبه، قال حسام بهجت، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان: “أنا متحمس لأنه الآن كل الفظائع والأعمال الوحشية التي ارتكبها على مدى سنوات ستكون تحت الأضواء خلال الشهرين المقبلين”، وأضاف: “إنه الفرد الوحيد في الدائرة المقربة لمبارك الذي ليس فقط لم يتم توجيه أى اتهام إليه، ولكن ايضا لم يجري حتى استجوابه بشأن أي شيء”.

No comments:

Post a Comment