Saturday, January 29, 2011

متى نسمع كلمة (فهمتكم)؟


 لا تصدقوا على الدين هلال وهو يقول إن الذين خرجوا فى مظاهرات الأمس بعشرات الآلاف ليسوا «مصر» أو على حد زعمه وكما نشر موقع اليوم السابع «الشعب المصرى رفض دعاة الفوضى».
لا تصدقوا أن على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية يصدق على الدين هلال أمين إعلام حزب الحكومة وهو يهرف بهذا الكلام غير السياسى بالمرة عندما يذهب إلى أن عشرات الآلاف يخرجون للتظاهر بينما تعداد مصر 80 مليونا لا يعنى شيئا على الإطلاق، وكأن المصريين راضون وقانعون وسعداء بطيب الإقامة فى سجن الحزب الوطنى وسياساته.
إن الدكتور هلال ورموز حزبه يعلمون جيدا أن 25 يناير 2011 لحظة فارقة فى تاريخ مصر، وربما لا يقل أهمية عن ذلك اليوم فى 1952، بمعنى أن مصر دخلت أمس بالفعل مرحلة جديدة ومختلفة من النضال السياسى، وقطعت مسافات بعيدة على طريق التغيير ولن تعود فالفجر شقشق والنهار على مرمى حجر.
والأجمل أن ما جرى بالأمس كان مصريا وفقط، بعيدا عن أية تصنيفات فئوية أو حزبية أو طبقية أو عمرية، حيث جاءت المظاهرات أشبه بلوحة فنية بديعة لا يطغى فيها لون على لون، أو خط على آخر، كانت بحق معزوفة مدهشة بلا نشاز.
وعليه فإن محاولة إقحام جماعة الإخوان فى القصة مسألة عبثية لا تنطلى على عقل طفل، خصوصا أن الجميع رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم، ومحاولة منح الإخوان هذا الشرف يبدو غريبا من الحكومة، التى صدعت رءوسنا كثيرا بأن الإخوان منبوذون ولا تأثير لهم فى الشارع بدليل «صفر» الانتخابات البرلمانية.
لكن الأغرب من ذلك هو سكوت الإخوان وصمتهم المريب أمام اتهام وزارة الداخلية، بما يشتم منه رائحة رغبة فى ركوب الموجة.
وأيا ما كان الأمر، فإن الانتفاضة التى بدأت أول أمس هى إبداع شعبى صرف، لا فضل لأحد فيه إلا المواطن المصرى، شابا أو طفلا أو شيخا، من الجنسين، بعيدا عن أية أجندات حزبية أو عقائدية، وأى محاولة رسمية لوصمها بشىء من ذلك هى لعبة مكشوفة لابتذال المناسبة والتشويش على جلال الموقف وبهائه.
فالذى حدث باختصار شديد أن مصر استيقظت وتوضأت وأدت صلاة الثورة والخلاص من كل ما تسبب فى تقزيمها وتراجعها وفقدان جمالها الذى كان يخطف الأبصار والعقول.. ومن ثم فهى ليست انتفاضة ضد الفقر أو ضد الجوع فقط، كما أنها ليست ثورة من أجل التغيير والإصلاح السياسى فحسب، بل هى ثورة شاملة لها هدف واحد جامع مانع هو استعادة مصر من خاطفيها.
و أظن أنه بعد الذى جرى أول أمس فإن الجميع فى انتظار أن يخرج علينا أحد الآن ويقول «فهمتكم»

No comments:

Post a Comment